ننقل إليكم مقتبسات من كلام المسيح الموعود عليه السلام في الدعاء حيث قال حضرته:
- لا تظنوا وتقولوا في أنفسكم إننا أيضا ندعو كل يوم، وأن الصلاة التي نصلِّيها إنما هي الدعاء. ذلك أن الدعاء الذي ينبع نتيجةَ المعرفة الحقيقية ونتيجة فضل الله تعالى يتميز بصبغة خاصة وكيفية مختلفة تمامًا.
- إن ذلك الدعاء قادر على الإفناء. إنه نار تذيب القلب. إنه قوةٌ مغناطيسية تجذب رحمة الله. إنه موتٌ يهب الحياةَ في نهاية المطاف.
- إنه لسيل عارم، إلا أنه يتحول إلى السفينة في النهاية. وبه يستقيم كل أمر قد فسد. وبفضله يتحول كل سُمٍّ إلى الترياق في آخر الأمر.
- فطوبى للسجناء الذين يدعون ولا يَمَلُّون، لأنهم سينالون الحرية في يوم من الأيام. وطوبى للعميان الذين لا يتوانون في الدعاء، لأنهم سيُبصرون في آخر الأمر. ومباركون أولئك الراقدون في القبور الذين يستعينون الله بالدعاء، لأنهم سيُخرَجون منها في النهاية. وطوبى لكم حين لا تكِلُّون عن الدعاء أبدًا، وتذوب أرواحُكم للدعاء، وتذرف عيونكم الدموع، ويُحدث الدعاءُ حرقةً في صدوركم، ويحدو بكم – لكي تتمتعوا بالبكاء والابتهال في الخلوة والانفراد – إلى الحجرات المظلمة والفلوات المقفرة، ويجعلكم مضطربين مفتونين مجذوبين؛ فطوبى لكم لأنكم سوف تحظَون بفضل الله في آخر الأمر.
- إن الإله الذي ندعو الناسَ إليه إلهٌ كريم رحيم حِيِّيٌّ صادقٌ وفيٌّ، يرحم المتواضعين. فكونوا من أصحاب الوفاء، وادعوا بكامل الصدق والوفاء لعلكم تُرحمون. ابتعِدوا عن الدنيا وضجيجها، ولا تعطوا لخصوماتكم الدنيوية صبغةً دينية. ينبغي أن تقبَلوا الهزيمة من أجل الله حتى ترِثوا فتوحاتٍ كبيرة. سوف يُري الله تعالى معجزاتٍ للذين يدْعون، وستُعطى نعمة عظمى للطالبين. الدعاء من الله يأتي وإليه يرجع.
- بسبب الدعاء يتقرب الله تعالى منكم كقربكم من أنفسكم. إن النعمة الأولى للدعاء هي أنه يُحدِث تغييرا حسنا في الإنسان، فيُحدِث الله في صفاته تغييرًا من أجل الإنسان، مع أنه لا تبديل في صفات الله في الواقع. ولكن الذي يُحدِث في نفسه تغييرًا يلاحظ تجلّيًا إلهيًا خاصا لا تعرفه الدنيا. إن الدعاء إكسير يحوّل حفنةً من التراب تبرًا، وإنه ماء يغسل الأدران الباطنية، وإنه ابتهال تذوب معه الروح وتسيل مثل الماء وتخرّ على عتبة حضرة
(ليكجر (محاضرة) سيالكوت، الخزائن الروحانية ج20 ص 222-223)